نحو تحقيق زراعة حضرية

نحو تحقيق زراعة حضرية

 

 بقلم رهف الرفاعي.

 

خلال شهر نوفمبر، كنت محظوظًة بتمثيل مؤسسة دالية في التدريب حول الزراعة الحضرية (الزراعة في المدينة) الذي جرى في برلين. كان التدريب يتعلق بموضوع قريب على قلبي ويرتبط بشكل أساسي بعملي هنا في دالية. كان التدريب يتعلق بالزراعة الحضرية وحشد الشباب للعمل في هذه الحدائق. كانت كمية المعرفة والخبرة المشتركة خلال التدريب مذهلة. اكتسبت المعرفة حول العديد من المواضيع؛ من التبذير، إلى الزراعة المستدامة، والحشرات، والكائنات المجهرية. للوهلة الأولى، قد تبدو هذه المواضيع متميزة ولا ترتبط ارتباطًا وثيقًا ببعضها البعض، ولكن بعد المزيد من الفحص، شعرت بالصدمة والحماس لرؤية كيف كانت هذه الموضوعات المختلفة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا وتعتمد على بعضها البعض. ما وجدته مثيراً للاهتمام هو أن مجتمعنا يعمل بطريقة مماثلة؛ يجب أن تعتني بجميع هذه الجوانب لأنه إذا ازدهر أحد الجوانب فسوف يزدهر معه المجتمع، وإذا تأثر جانب واحد بكل تأكيد فسوف تتأثر جميع الجوانب. هذا هو السبب في أنه في غاية الأهمية حشد المجتمع، خاصة الفئات التي نحو تحقيق الزراعة الحضرية. فذلك يساعد في تمكين  ويساعد في إعادة دمجهم في المجتمع.

 

 

 

علاوة على ذلك، فإن أهمية التدريب لم تقتصر على ما تم تزويده في قاعات التدريب، بل على ما تم تشربه ومدى أهميته في الحياة العملية.  ففي فلسطين على سبيل المثال، تعد السيادة الغذائية إحدى الأساليب المهمة في التحكم بمصادرنا، ولكي نستفيد من مواردنا، نحتاج إلى تقديرها، خاصة مواردنا البيئية، ومعرفة كيفية الاعتناء بها بشكل صحيح وبمحبة للاستفادة من المكافآت التي لا نهاية لها، التي تقدمها لنا الأرض. فإذا واصلنا بتلويث الأرض فيعني ذلك أننا سنواجه عواقب وخيمة. بالإضافة إلى ذلك، هناك مشكلة خطيرة للغاية في فلسطين فيما يتعلق ببطالة الشباب والتي تسبب الإحباط لدى الشباب الفلسطيني. من خلال إشراك هؤلاء الشباب حول الزراعة الحضرية، سنقلل بذلك الإحباط وسنكون قادرين على جعل قطاع كبير في فلسطين أكثر إنتاجية.

 

 

أخيرًا، أود التراجع عن كل الأمور التقنية والتحدث بنبرة أقل رسمية. عندما وصلت لأول مرة إلى مكان التدريب، علمت أن مكان التدريب والإقامة يقعان في نفس الطابق، مما يعني أنني سأقضي كل ساعة من فترة التدريب مع نفس الأشخاص خلال العشرة أيام (حيث كنا ستة أفراد في نفس الغرفة). ووكوني أقدر قيمة خصوصيتي، استعدت نفسي واستعدت للمعركة المقبلة. وكانت تلك الأفكار تراودني: كيف سأشارك الغرفة مع ستة أشخاص آخرين؟ لماذا ننفق كل هذا الوقت معًا؟ آمل ألا أنهار من ضغط التدريب! ولكن فور لقائي بالأفراد المشاركون غيري، تغيرت جميع أفكاري، فقد تشاركنا الكثير من الأشياء حول ثقافاتنا وحياتنا حتى أصبحنا مجموعة قريبة للغاية في غضون أيام. في البداية كان العيش معهم من الناس فكرة لا يمكن تخيلها، وبحلول نهاية فترة التدريب، أصبحت فكرة عدم وجودهم حولي أمرًا لا يمكن تصوره بالنسبة لي.

 

وفي الخلاصة، خلال عشرة أيام من التدريب، اكتسبت معرفة أساسية، وتوصلت إلى أفكار مدهشة ، وقابلت أشخاصًا مذهلين. إذا كان هناك شيء واحد مشترك بين جميع هذه الأشياء، فهو الحفاظ على عقل متفتح وقلب مفتوح في كل موقف لأن النتائج يمكن أن تكون إما رائعة أو مُثرية أو مملة وخافتة.