في شهر تموز قامت رشا تايه، من فلسطينيي الشتات في أستراليا، بحشد المرح (التبرعات) لصندوق أم سليمان والذي يعنى بتعزيز أمثلة الزراعة المدعومة مجتمعياً في فلسطين. قامت بتنظيم حدث باسم صالون الشاي، حيث تم جمع ١٣٠٠ دولار استرالي (٩٠٠ دولار أمريكي). حاورتها رشا صنصور، مسؤولة الاتصالات وحشد المصادر في مؤسسة دالية.
كيف سمعتي عن مؤسسة دالية؟
سمعت عن مؤسسة دالية من خلال صديقتي عايشة منصور، والتي تعرفت عليها خلال إقامتي في فلسطين. في ذلك الوقت، كنا نلتقي حول الطعام والزراعة المجتمعية من خلال تطوعنا في مبادرة شراكة.
أخبرينا، ما الذي أثار اهتمامك بمؤسسة دالية المجتمعية؟ (هل له علاقة بمهمة المؤسسة في الحق بالتحكم بمصادرنا المحلية؟)
السعي للسيطرة على المصادر المحلية والتنمية هو شيء أشعر بأن دالية تعمل به بشكل جيد، خاصة بالترويج لهذا المبدأ.
كوني من فلسطينيي الشتات، ومالكة عمل صغير، أنا أدعم دالية لأنها تدعم الحلول المحلية. لا أؤمن بأنظمة الدعم الدولي، والذي غالبا ما تكون مصحوبة بالحرب والرأسمالية والكوارث. الحياة تحت الاحتلال الإسرائيلي وبين الفترات الليبرالية الاقتصادية والحبس هي نوع معين من الحياة، لا يمكن الاستعانة بمصادر خارجية لحلولها. في هذا السياق بالذات، تعتبر طرق صنع المعنى والتوصل إلى حلول، من خلال طرق التفكير الجماعية والمتجذرة مع الشعب، ضرورية. التحكم بالمصادر المحلية ضروري فهناك خبرة تجريبية خاصة والتي منها تولد المعرفة المحلية.
كما أني أؤمن بضرورة إحياء تقاليدنا مثل المجاورات والعونة، حتى لو لم نكن نستطيع العودة إلى البلاد. لا توجد حدود عندما تحمل في قلبك البلاد. مؤسسة دالية تقوم بتيسير فكرة الربط بين الفلسطينيين رغم الحدود. هذا بحد ذاته يخلق الثقة، لأن هذا الربط والنموذج يأتي من الفلسطينيين إلى الفلسطينيين. هناك صدق حول تجاربنا المختلفة كفلسطينيين ومقدار ما نعرفه بالفعل عند التوصل إلى حلول. كوني من الشتات أعلم كيفية استضافة حملة لجمع التبرعات من أجل دعم صندوق أم سليمان (الذي يدعم الزراعة المحلية بدعم المجتمع) وتوجيه الأموال من خلال مؤسسة دالية كقناة موثوق بها. في النهاية فالأمر متروك للمزارعين الذين يعيشون في فلسطين لتحديد كيفية إنفاق هذه الأموال، فهم يعرفون أفضل الحلول المناسبة لهم.
كيف وجدت أداة حشد-المرح الخاصة بدالية؟
رائعة! هناك أفكار جميلة بداخلها.
لماذا اخترت دعم صندوق أم سليمان؟
عائلتي من أسرة زراعية، خاصة من جهة الوالد، مما أدى إلى شعور وارتباط قوي بالأرض. الغذاء وما تقدمه لنا الطبيعة هو أفضل داء. الأرض هي الشاهد الأكثر والأطول صمتًا من معاناة الاحتلال الإسرائيلي وكذلك الاستعمار في جميع أنحاء العالم.
عند دعمي للمزارعين المحليين، فإننا ندعم بشكل عميق، فإنني أعزز الترابط بين الذات، والمجتمع والأرض.
كما أني عملت مع العديد من مشاريع التغذية المجتمعي في فلسطين وأستراليا، والتركيز على الروابط التي ذكرتها سابقا. فهذه الروابط تقوم بتعزيز الصمود والسيادة على الغذاء-وهذا بحد ذاته في غاية الأهمية، خاصة في جوانب مختلفة في حياتنا اليومية، بما يشمل صحة أجسادنا، والصحة المجتمعية، والعدالة الاجتماعية، التنوع البيولوجي والبيئي، الاستدامة البيئية، وغيرها من الأمور.
هل تعتقدين أنه من المهم أن نتحكم (نحن الفلسطينيون) بمصادرنا المحلية؟
يحولنا الاستعمار والرأسمالية إلى مزيد من الانفصال في حياتنا، ودفعنا هذا إلى الإنفصال والحرب والربح والتصدير بدلاً من الاتصال والإنسانية والاكتفاء الذاتي والمحافظة الثقافية والبيئية وحكمة الأجداد والشعوب الأصلية.
من المهم بالنسبة لنا، كفلسطينيين، السيطرة على مواردنا من أجل الحفاظ على تاريخنا، والعيش في اتصال مع حاضرنا، وتعزيز مجتمعاتنا والتخطيط لمستقبلنا مع الحلول ذات الصلة.
أخبرينا كيف كان الحدث الذي نظمته: صالون الشاي؟
أدير شركة صغيرة تختص بالشاي، لذلك كان صالون الشاي فرصة بسيطة لجمع أصدقائي بعد ظهر يوم الأحد للمحادثة واحتساء الشاي، كما وعرضت مجموعة من الأصدقاء خدمات التدليك والريكي (الطاقة).
بالنسبة للضيوف، كانت تجربة الاستمتاع بكوب من الشاي والشفاء القصير (من خلال جلسات الطاقة) في نهاية الأسبوع طريقة رائعة لإعادة شحن الصداقات أثناء جمع الأموال لصندوق أم سليمان. بدا الأمر وكأنه عناق كبير دافئ للمجتمع. لقد كان فصل الشتاء باردًا هنا في ملبورن، وكان وجود شيء مثل هذا قد منحنا فرصة للإبطاء وتخصيص بعض الوقت للرعاية الذاتية والرعاية المجتمعية.
هل تشجعين غيرك بحشد المرح (التبرعات) لمؤسسة دالية؟ هل لديك نصائح للمهتمين بالقيام بحدث خاص بهم؟
بالطبع. وستكون نصيحتي لهم في جعلها ممتعة ومناسبة لمجتمعكم. اعملوا من القلب. تعاونوا مع أصدقائكم. إنه لأمر مدهش مقدار ما يمكننا القيام به مع القليل.
رشا تايه - بيت الشاي
رشا أخصائية تغذية وأعشاب وممارسة للريكي (الطاقة) وفنانة. تستلهم ممارستها من المواسم والطرق التي يمكننا من خلالها تعزيز التواصل مع أجسادنا ومجتمعاتنا والطبيعة.
رشا هي صاحبة ومؤسسة بيت الشاي . مستندة لحكمة أجدادها ومعرفتها وتقديرها للطب العربي التقليدي والأعشاب الفلسطينية، تقوم بتكوين شاي عطري وأدوية عشبية تركز على الصحة والرفاهية والراحة.
لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة: www.beiteshai.com و www.rashatayeh.com
مصدر الصور: بيت الشاي