عندما وصلت "إريكو" للمرة الأولى إلى مطار بنغلادش، أحاطت بها فوراً مجموعة من المتسولين الساعين للحصول على بعض المال أو الطعام. أصيبت بصدمة من عدد الناس الذين فقدوا أيديهم أو أرجلهم، عندما اكتشفت أنه لا يوجد تمويل للوصول إلى هؤلاء الناس.
منتج خاص يساعد الدولة
في أحد الأيام وبينما كانت "إريكو" تتسوق، وجدت كيساً مصنوعاً من الجوت (نبات القنّب) وهي نبتة تستورد عادة من الهند أو من بنغلادش. ليس هناك سوى وعي محدود عن نبتة القنّب بين سكان بنغلادش، ولكنها نبتة صديقة للبيئة لأن باستطاعتها امتصاص ثاني أكسيد الكربون بنسبة 5-6 مرات مقارنة بالنباتات الأخرى، كما أنها قابلة للتحلل عضوياً. راودت "إريكو" فكرة صنع الأكياس من هذه النبتة الخاصة، حيث أن المادة الأولية من بنغلادش والأكياس من صنع السكان المحليين، وبيع الأكياس في الدول المتقدمة. ولكنها لم تكن تريد أن يشتري الناس في الدول المتقدمة الأكياس كعمل خيري أو كحسنة، وإنما لأنها تعجبهم.
تقديم الأفكار المبتكرة للسكان المحليين
كان من الصعب جداً في البداية إيجاد أعمال أو أصحاب أعمال يُعتَمد عليهم للتعاون معها. أخذ بعض الناس مالها واختفوا، وسرق آخرون العينات التي كانت بحوزتها. إلا أن أحد المصانع فهم حلمها وا باستطاعته مساعدتها على تحقيقه بشكل أفضل.
أثبت تحويل فكرتها إلى واقع أنه أكثر صعوبة بكثير مما كان متوقعاً. لم يكن الفريق قد صنّع منتجات لدولة متقدمة من قبل، ولم يفهم دائماً سبب ضرورة الاهتمام لهذه الدرجة بتفاصيل العمليات التي تدخل في صناعة الأكياس بهدف بيعها في دولة مثل اليابان، فنوعية المنتجات في اليابان عادة أكثر جودة بكثير من بنغلادش، وبما أن صورة بنغلادش هي أنها "الدولة الأكثر فقراً في آسيا"، كان من الضروري جعل الأكياس مبهجة جمالياً وذات نوعية عالية حتى تنجح في اليابان.

