تدريب الزراعة المدعومة مجتمعياً

تدريب الزراعة المدعومة مجتمعياً

تشرين الأول ٢٠١٨-شباط ٢٠١٩

 بقلم نجلة عبد اللطيف

اسمي نجلة، وكنت أحد المتدربين الخمسة المشاركين في البرنامج التدريبي الذي نظمته مؤسسة دالية ومزرعة أم سليمان الموسم الماضي. واستند التدريب على تدريس مفاهيم الزراعة المستدامة ونموذج الزراعة المدعومة من المجتمع.

في السنوات الأخيرة، أصبحت أكثر وعياً بمفاهيم الاستدامة والوعي البيئي والأكل النظيف. بالإضافة إلى ذلك، طورت أفكار مختلفة مرتبطة بمساحات المدن الخضراء والزراعة الحضرية (الزراعة في المدينة)، والتي أود أن أحققها. بالترادف، صادفت فرصة المشاركة بالدورة التدريبية حول الزراعة المدعومة مجتمعياُ المقدمة في مزرعة أم سليمان. علماّ أنه لم يكن لدي أي خلفية سابقة في الزراعة أو أي شيء متعلق بذلك الميدان، رأيت التدريب كنقطة انطلاق مثالية وطريقة رائعة لتوسيع معرفتي، لمساعدتي في تحقيق طموحاتي.

تعتمد مزرعة أم سليمان على نموذج الزراعة المدعومة من المجتمع المحلي والزراعة البيئية، بهدف تقليل الأثر على البيئة والمشاركة في الممارسات الزراعية الخالية من المواد الكيميائية. تم بناء التدريب على تدريس ممارسات ومفاهيم الزارعة المدعومة مجتمعياً، والتي تسعى لخلق علاقة مباشرة بين المزارع والمستهلك، والقضاء على أي أطراف خارجية. يشجع هذا النموذج مبادئ الإبداع المشترك والاقتصاد المشترك، حيث لا يُنظر للمستهلكين كمستهلكين فقط، بل كأعضاء في المزرعة. يستلزم النموذج أن يشترك الأعضاء في تلقي محصول من المنتجات الموسمية والطازجة على أساس أسبوعي، وفي نفس الوقت يدعمون المزارع من خلال تقاسم مخاطر الزراعة، مثل فشل المحاصيل.

استمر التدريب لمدة ثمانية عشر أسبوعاً على مدار موسم كامل، حيث حصلنا على فرصة للمشاركة في الممارسات المختلفة للمزرعة، من إعداد المصاطب الزراعية، إلى الحصاد الأسبوعي وتوزيعه للأعضاء المشاركين. طوال الفترات المختلفة، حصل كل متدرب ومتدربة على فرصة لتحمل مسؤوليات مختلفة متعلقة بالمزرعة. ذهبت المسؤوليات في التناوب بالأدوار حيث كانت المهمات تتغير كل أسبوع آخر. وشملت هذه المسؤوليات إدارة المزارع، والتسويق، وتنسيق الأعضاء، والسماد، والري، فضلاً عن زراعة البذور وإدارة البذور، مما أعطانا خبرة عملية مكثفة.

وبغض النظر عن الجانب العملي، شمل التدريب عناصر نظرية تغطي مفاهيم وممارسات مختلفة تتعلق بالزراعة. كانت طريقة التدريس تعاونية، حيث تم إعطاء مساحة للمناقشات المفتوحة وتقاسم المعرفة. وتم تشجيع الجميع على عرض تجاربهم الفردية والمعرفة الخاصة بهم داخل المجال، وهي طريقة رائعة للجميع ليكونوا جزءاً من عملية التعليم والتعلم ذات الاتجاهين.

وتضمن التدريب زيارات ميدانية أيضاً. حيث تمكنا من التعرف على مبادرات وأشخاص آخرين يعملون في هذا المجال. وكانت هناك ورش عمل ممتعة حول مواضيع مختلفة، مثل تخطيط المحاصيل.

كان التدريب متكاملاً، بمعنى أنه تتضمن أساليب مختلفة للتعلم. فهو لم يركز فقط على الجوانب النظرية والعملية للزراعة، بل عرّفنا على نطاق واسع لسياق ممارسات واعدة تشمل الزراعة المستدامة، والوعي البيئي، والأكل الصحي، والسيادة الغذائية.

كان التدريب تجربة مُثرية. فلم يقتصر الأمر على تعرضي لمجموعة واسعة من المفاهيم في عالم الزراعة المستدامة، بل سمح لي بأن أشعر بوجود صلة مع الأرض، والتراث الزراعي لفلسطين، وفوق كل شيء مع هويتي الفلسطينية. الأهم من ذلك، منحني مجموعة واسعة من القيم والمعرفة التي ستساعدني في البدء في رحلة تخضير المساحات الحضرية (المدنية) في فلسطين.